Thursday, August 9, 2018

أنا وجاري


أنا وانت في نفس الماسورة، ما أطلبه قد تمرره لي وقد تتأفف منه، كما أنك دوما تؤذيني، لا يصلني منك إلا الردئ ، لا أشتم منك إلا رائحة قدميك التي في وجهي، وعرقك الذي لا أطيق فكرة امتزاجه بعرقي وأتقزز من هذه الفكرة وأكره حياتي وظروفي وعجزي عن التحرك مترا أو حتى دفعك بعيدا حتى تحترق لوحدك وأخلوا بعقلي المظلم دونك.. يا قلبي.

في محاولة لفضح الغضب الذي اشتعل في من نفسي ، كنت سأكتب رسالة لي ، كلام عن ما أراني عليه، ولكني لجأت لتحوير النص ليبدوا أدبيا أكثر ، وذلك لتجنب التعرية والاتهام.

ما الذي يحدث في ذلك المكان الضيق جدا الذي بين عيني وقلبي ؟هذ المكان الذي يراقبه عقلي يائسا من النجاة والنصح، ويرى القذارة فيه وبواقي الفوضى ولا يملك عقلي إلا أن يهتم بالقتلى والجرحى خائضا في هذه الفوضى فيناله منها ما يذهله ويفقده صوابه.

مرة أخرى كما ترى، أهرب من أشد النصوص قبحا في حياتي.

"نفس عميق، نح غضبك وتوترك، وانظر في الصفحة مرة اخرى"، حدثت نفسي..

لم أنل من قلبي سوى اشتعالاته لألام الناس، أجرى وراء اجابات لتساؤلاته الغير محسومة، هو هوس من نوع ما، لا أراه حميدا أن تشتعل آلامك لسماعك تأوهات الغرباء، ولكن الجيد في الموضوع أنك تصبح قريبا منهم ومن نفسك وأنفاسك، تشعر بأن دقات قلوبهم فيك ،
"أتوقف قليلا لأتدارك أن لا أهرب ثانية"...

"أين تراها تلك التي ستهتم؟" ، ربما لم يكن صدفة أن كل من أنشغل بها وأجدها تهتم بي ، يظهر أنها تعاني، ربما لابد في حياتي من الدراما والمأساة، ولكنها دوما ستتململ فأصبح أنا جزءا من المعضلة بعد أن كنت الحل الأعظم الأوحد المبهر لكل مشاكلها، هل تراها صدفة؟ أبدا..، ان المهوسيين لا يتصادفون.

سأعلق في جملة مبررا مرة:"ربما كما قال البعض، أن المجتمع هو المسئول عن هوسنا المفضل"

ولكنها مهمتي أن أكتشف مشكلتي، أن أحل تلك المعضلة وأميز بين هوسي المفضل وهوسي المسيطر"

فلاتكلم عن أشياء أخرى غير الهوس، عن الغضب.
الغضب خطيئة،
الغضب الهادر جدا جدا... قاتل.
الغضب يشعل الحيرة، أيهم أنا، الذي قبل أم بعد الجريمة؟

No comments:

Post a Comment